رياضة

بوفال موهبة عالمية وسيف ذو حدين

أطلس توداي : نورالدين عقاني

لا ينكر أحد منا موهبة سفيان بوفال الطاغية و لا يجادل من يتابع هذا اللاعب في كونه من أحسن المراوغين في العالم .
لكن الملاحظ منذ أن عانق قميص المنتخب الوطني و هو لا زال يحاول إثبات الذات و فرض موهبته النادرة بشكل واضح.
سفيان ، يمتلك خصائص متعددة في فن المراوغة …كبار المختصين صنفوه بجانب ميسي و فينيسيوس و نيمار و امبابي ضمن المتفوقين في هذا التخصص…سفيان باستطاعته محاورة أي مدافع كان وجها لوجه … متأهب دائم لخلق التفوق على خصمه بانطلاقة انفجارية أو بتمويه جسدي بفنية عالية أو بصنع قنطرة سريعة مباغثة.

عندما تشاهد بوفال لأول مرة تقول بأنه لاعب عالمي…تراه يفعل بالكرة ما يريد …يجتاز خصومه بكل يسر و سهولة…لكن تستغرب في الوقت ذاته للمسار غير الموفق الذي مر به.
الجواب يأتي ببساطة كون أن بوفال لا يستثمر فنه الكروي لصالح الجماعة فهو لا ينهي مراوغاته بتمريرة حاسمة لزملاءه و لا يخثمها بتسديدة فعالة نحو المرمى و لا يبحث عن التهديف بل أنه يكتفي فقط بارضاء نهمه في الاستعراض غير المجدي و اللعب الفردي المبالغ فيه.
بوفال يسير على منوال من سبقه من لاعبين مغاربة اختاروا نفس النهج في ممارسة الكرة و في الزيغ عن مفهومها الجماعي، فقد سبقه في هذا الإطار جواد الزاييري و عادل تاعرابت و دينيلسون البرازيلي و حاتم بنعرفة…فكل هؤلاء افتقدوا للجدية و الانضباط في المباريات و ركزوا على استعراض المهارات بشكل مغالى فيه و ابتعدوا عن الانصهار داخل بوثقة جماعية نافعة للجميع.

بوفال،الآن وصل لمرحلة النضج الكروي بفعل التقدم في السن و بفعل اكتساب التجربة ،لذا يتوجب عليه أن يتدارك ما فات من تضييع لعدة فرص للبروز بشكل أكبر و عليه أن يستثمر مناسبة المونديال هذه لإظهار وجه آخر لسفيان آخر بوفال هو المفتاح السحري للمنتخب الوطني في حل شيفرة دفاعات الخصوم مهما كانوا و هو من يستطيع قلب المعادلات التكتيكية لمدربي المنتخبات المتنافسة و هو من يقدر على استفزاز المنافسين باصطياد أخطاء حساسة و كذا اصطياد بطاقات حمراء كذلك.
بوفال سلاح ذو حدين، إن توفق سنبصم على مونديال جيد و إن أخفق فالجميع سيكون في الهامش.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى