آراء وأعمدة

بدون رتوش …زيارة الملك تخرجهم من جحورهم!.

بوشعيب النعامي ……

الزيارة الملكية المرتقبة للدارالبيضاء، أخرجت المسؤولين من جحورهم .. يربطون الليل بالنهار .. يجتمعون بدون انقطاع، يرتبون للزيارة التي ارتقبها البيضاويون طويلا، لنفض الغبار عن المدينة التي تحولت بقدرة قادر إلى “كازانيغرا” حيث شاخت بشرتها، وتحولت نضارتها إلى تجاعيد ولم تعد تلك الفاتنة الجميلة التي يتودد الكثيرون للتقرب إليها والعيش في فضائها.

الدارالبيضاء دولة مصغرة، فيها كل أصناف المجتمع وكل أطياف الخلائق… تحتوي على كل المتناقضات..وهي مدينة لا تنام ،لا تعترف بالهدوء وإذا ما حدث ذلك ، وهو أمر ناذر جدا ، فقد تخال بأنها واحدة من معجزات هذا الزمان..

الدارالبيضاء التي تناوب على تسييرها، جيش عرمرم من المسؤولين، يحملون كل الألوان السياسية، وأغلبهم تجده اليوم مع ” علي”، وغدا مع ” معاوية”، لا يعترف بمصلحة المدينة الغول ، بل كل ما يهمه هو حصد المزيد من الإكراميات والامتيازات، حتى لو بلغ قياس بطنه كيلومترا ،وحساباته انتفخت بالأرقام، وحتى وإن قبل – بتشديد الباء- الأحذية، ومسح الأكتاف وتحول إلى أصم أعمى في الدورات والاجتماعات، واعتنق الصمت وضربته الذلة والمسكنة و ” اللقوة ” أيضا.

لا غرابة في ذلك، لأن هذه العينة، وإن كانت موجودة في كل زمان ومكان، وفي كل ربوع وطننا الحبيب، فإنها تحتل الريادة والزعامة و” التشلهيب” في “التقية”، وإخفاء أنيابها الدامية، لا ترحم الصغير ولا الكبير، بدليل أن بعض مسؤوليها لا تراهم الأعين، بل أشباح فقط، وقلما تجد أحدهم في مكان عام، أو يقوم بجولة استطلاعية لمعرفة حاجيات من وضع لخدمتهم، لأن الأمر لا يهمه مطلقا، ما دام الأمر بعيدا عن المحيط الذي يعيش فيه.

العديد من الجمعيات التي تدعي الدفاع عن وحدة وضياء المدينة، اصطفت وراء تلك العينة ، وأصبحت بوقا لها، وهو أمر طبيعي، لأنها تأكل من نفس الكتف، وحسنا فعلت وزارة الداخلية، حين وضعت ضوابط وشروطا للاستفادة من الدعم والمال العام، وإن كان الأمر صعبا، لأن خراطيم هؤلاء مندسة جيدا بل ومتشابكة مع بعضها البعض.

الزيارة الملكية للدارالبيضاء، قد تعيد ولو لحين التوازن لمدينة حولها مسؤولون إلى قرى متناثرة تفتقد لأبسط مقومات العيش الكريم…

آخر الكلام: إذا غاب عنك ضوء القمر، فلا تبك فقد تخفي الدموع عنك ضوء الشمس

9
2

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى