بدون رتوش …احترموا اسم”الحسن الثاني” يا مسؤولي الدارالبيضاء
بوشعيب النعامي …
هل تعلم سلطات الدارالبيضاءبما يقع في منتزه او ممر مسجد الحسن الثاني؟
وهل تعلم أن المكان تحول إلى مزبلة متحركة ، وأصبح قبلة لتناول المحرمات، وحانة مفتوحة للسكارى، وممرا لسباق الدراجات العادية والنارية، في انتظار تحويل المنتزه إلى ساحة للفورميلا واحد؟
الأكيد أن الغالبية من ساكنة الدارالبيضاء، لا تعلم بأن المداخل تحت الكراسي الموجودة هناك، تحولت إلى مساكن قائمة الذات، حيث تقطن بها كل أصناف المخلوقات البشرية التي لا تخطر على البال..
في هذا المكان الذي يبلغ كيلومترات ، يتسلل المشردون وأصحاب ” المانطات” على الأكتاف، وعدد كبير من المهاجرين الأفارقة، وعشاق ” السليسيون” من الذكور والإناث أيضا، نعم من الإناث، وهن في عمر الزهور إلى هناك، حيث اتخذ هؤلاء من بين الصخور مساكن لهم ، يتوالدون وينبتون كالفطر، والأكيد أن المعلومة ستصدم الكثيرين كما صدمتني حين تأكدت من الأمر، لأن لا أحد يخال هذا الأمر، فالسكن مجاني هناك، حيث لا مطاردات ولا هم يحزنون.
منتزه أو ممر مسجد الحسن الثاني، أصبح وصمة عار ، حيث الأزبال تنتشر بشكل لافت، وأسلاك السياج الحديدي، تتعرض للإتلاف، بفعل السرقة من طرف لصوص متخصصين في ذلك، والباعة المتجولون يجوبون المكان بكل أريحية، بل ومنهم من أصبح مالك مكان محدد، لا أحد يجرؤ على القرب منه، في انتظار أن يتحول إلى سوق نموذجي، تباع فيه، الخضر مع التصريح بدخول العربات المجرورة، بالدواب وما إلى ذلك، وما حد من الظاهرة استثناء هو حالة الطقس التي قامت مقام مسؤولي “كازا نيغرا”.
الدارالبيضاء ينطبق عليها المثل الشعبي ” المزوق من برا -بتشديد الراء- أش أخبارك من الداخل؟”.. مدينة تمشي بالمقلوب، وتسير عكس الاتجاه، وتبحر نحو الظلام.
الدارالبيضاء التي كانت شاهدة على أحداث عالمية ، تعيش على وقع النكسة، ولا أحد يعرف كيف يتم التعامل معها، على الرغم من تقسيمها إلى خمس عمالات، وتوفرها على جيش ممن يسمون بالمنتخبين، والمسؤولين الإداريين، ومجالس لا أحد متى سيخلصنا الله من عشوائية تدبيرها للشأن المحلي.
الخلل لا يكمن في ممر مسجد الحسن الثاني، بل إن الساحة المقابلة لأفخم فنادق الدرالبيضاء
-حياة ريجنسي- وسط المدينة، تعيش أرضيتها على إيقاع الحفر، وهي المنطقة التي تشهد رواجا كبيرا وممرا هاما للراجلين، وفضاء لالتقاط الأنفاس لغالبية البيضاويين الذين يفضلون مقهى فرنسا الشهير، فهناك كنت شاهدا وانا برفقة أصدقاء أجانب في أول زيارة لهم للمغرب، على انزلاق رجل كادت ضلوعه ان تنكسر بسبب الأرضية التي تصلح بان تكون مكانا وفضاء لممارسي التزحلق على الجليد،حيث تكون مطالبا بأخذ الحيطة والحذر، إن هطل المطر ، دون الحديث عن عشرات الحفر.
ولا ندري أين يرقد مسؤولو مقاطعة سيدي بليوط، التي تعرف تطاحن “داحس والغبراء”، في مجلسها المنتخب، حيث تمارس سياسة شد الحبل بين الرئيسة ومكتبها والمعارضة، لتبقى مصالح الوطن والمواطنين، من آخر اهتمامات هذا المجلس.
هذا غيض من فيض، لأن كل منطقة تحتاج لمجلدات إن أردنا حصر واقعها المؤلم، وتطلعات ساكنتها الذين يكتفون بالقول ، اللهم إن هذا لمنكر، وذلك أضعف الإيمان، أما عن “دعاوي الخير” التي يتلقاها القابضون بيد من حديد، على عنق المدينة، فهي تنزل عليهم صبا صبا…
فيا مسؤولي العاصمة الاقتصادية، احترموا اسم الراحل “الحسن الثاني ” الملك الرمز، ونظفوا ممر أكبر مساجد المغرب.
ويا مسؤولي المدينة اخرجوا من مكاتبكم، والتقوا المواطنين، وزوروا الأحياء التي انتخبكم ساكنوها، ظنا منهم بأنكم أهل للثقة، أما الرسميون فتلك حكاية أخرى عائدون إليها لاحقا.
آخر الكلام : “عندما يأمن الموظف من العقاب سيقع في الفساد ويسوم الفقراء سوء العذاب”.