رياضة

الشياطين الحمر خصم بخبرة الجبال و الركراكي أمام رهان الفوز

أطلس توداي : نورالدين عقاني

منذ مطلع سنوات الثمانينات و نحن نستمتع بالكرة الجميلة التي يقدمها أحفاد اللاعب الأنيق باول فان هيمست في مختلف التظاهرات التي يشاركون فيها.

ففي عهد المدرب الداهية غي تيس،أطربنا الحارس جان ماري بفاف و ايريك جيريتس و فان مور و فرانكي فيركوترين و ايروين فاندنبيرغ و يان سوليمانز و اينزو شيفو و ميشيل برودوم بتقديمهم لسمفونيات كروية رائعة أساسها اللعب على المرتدات الخاطفة و مباغثة الخصوم بالهجمات المضادة، و هو ما مكنهم من احتلال مرتبة الوصافة في يورو إيطاليا سنة 1980 و المركز الرابع في مونديال المكسيك سنة 1986.
تلكم كانت أفضل نتائج بلجيكا في تاريخها الكروي، نتائج لم تستمر على مدى فترة زمنية فاقت الثلاث عقود، حتى حان الموعد مع التتويج بالميدالية الذهبية في كأس العالم الأخيرة بروسيا .


هذه المرتبة حازها جيل ذهبي ضم الحارس الأبيض كورتوا و ايدين هازارد و دو بروين و لوكاكو و غيرهم بقيادة المدرب الإسباني الجنسية روبيرتو مارتينيز.
منذ ذلك التاريخ حافظ البلاجكة على اكثر من الثلثين في تشكيلتهم الرسمية بل أنهم راهنوا على الإثباث على جل أفراد المجموعة.
لا أحد يجادل في القيمة الفنية لنجوم هذا المنتخب العريق و لا أحد ينكر المرتبة المتقدمة التي يحتلها في التصنيف العالمي للفيفا،فأغلب نجومه ينشطون في كبريات النوادي الأوروبية و نذكر هنا على سبيل المثال لا الحصر أسماء مثل كورتوا و هازارد بفريق الريال و دوبروين بمانشستر سيتي و ويتسيل و كاراسكو بالأتلتيكو و مونييه بدورتموند و لوكاكو بالانتير…


هؤلاء اللاعبون اكتسبوا خبرة كبيرة بتجمعهم مع بعضهم البعض منذ مونديال البرازيل سنة 2014 حتى أنهم قد يستطيعون اللعب بأعين مغمضة، و ذلك تعبيرا مزاجيا عن انسجامهم و تفاهمهم الكبير.
منتخب بلجيكا هذا يلعب بطريقة مفتوحة، تتركز على الهجوم الضاغط و المتواصل، طريقة أساسها احتكار الكرة و المحافظة عليها بين اللاعبين المهرة في هذا التخصص، الكل يهاجم و الكل يدافع عند فقدان الكرة، يؤازرون بعضهم في افتكاكها بسرعة لمعاودة الاستحواذ عليها و من ثمة التهييئ للبناء من جديد.

يتميز “البلاجكة” بوفرة النجوم في كل مركز حيث نجد أن البدلاء تماما في نفس مستوى الرسميين من حيث الأداء و العطاء تقنيا،بدنيا و تكتيكيا.

يتوفر منتخب بلجيكا على مدرب محنك إسباني الجنسية لكنه بلجيكي الأسلوب ،فنراه يفرض أفكاره فوق أرضية الميدان، يترجمها له لاعبون موهوبون، يسمعون ما يومرون، و يمتعون غالبا عندما تكون النتيجة في صالحهم.

خطة 4-3-3 هي المفضلة لدى المدرب مارتينيز حيث يوظف بها لاعبين متمرسين للتعبير بكل أريحية عن قدراتهم الفنية و البدنية و لا نراه إلا لماما يغير من هذا النهج التكتيكي و إلا إذا كان متأخرا في النتيجة.
الحارسان كورتوا و مينولي، المدافعون دينايير،فيرتونغن، ألديرفيلد،مونييه،بوياتا، رجال الوسط ويتسيل، دوبروين، الإخوة هازارد، المهاجمون كاراسكو ،لوكاكو، ميرتينس، باتشواي هم اللاعبون الذين يكونون الترسانة البشرية الأساسية التي يجب على الناخب الوطني وليد الركراكي أن يجد الخطط اللازمة لكبح جماحهم و الحد من خطورتهم.


بلجيكا التي نازلناها في افتتاحنا لكأس العالم وقتها بالولايات المتحدة الأمريكية سنة 1994 ، فازت علينا بالخبرة فقط رغم تسيدنا لأغلب فترات اللقاء و رغم تضييعنا لعدة فرص سانحة للتسجيل.
بلجيكا هذه المرة أقوى بكثير فهي ثالثة المونديال و لازالت تحتفظ بكامل عناصرها الذين حققوا هذا الإنجاز و هم أيضا يعقدون العزم على المضي لأكثر من هذه الرتبة في مونديال العرب بقطر.

وليد الركراكي هو ثاني مدرب مغربي ينازل منتخب الشياطين الحمر في نهائيات كأس العالم، و نتمنى منه أن يحقق نتيجة أحسن من سابقه عبد الله ابليندا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى