الاتحاد الأفريقي ( السودان) .. الفشل بين العسكريين والسياسيين
أطلس توداي : واشنطن – د. أسامة أحمد المصطفى-
من المؤسف إلى درجة الحزن ان جميع المكونات التي توجد على سطح مشهد قيادة الدولة السودانية بلا استثناء يمارسون الفشل بشكل سافر بعدم قدرتهم الخروج بالبلاد من النفق المظلم الذي بداخله مطبات تكونت بعنجهيه التيارات العسكرية و السياسية معا .
إذا لم يدرك القادة العسكريون مقررات الاتحاد الافريقي حول أمر عودة البلاد الى الاتحاد الافريقي والمثول الى الواقع من ناحية ، وإذا لم ترتقي المكونات السياسية جميعها بلا استثناء الى مستوى المعرفة الحقيقية بالواقع الوطني المعزز ، وليس بالمعلومات السطحية التاريخية.وإذا لم يتساموا جميعهم الى مستوى روح الشباب ووعيهم الذي بسببة يبحثون عن من يقنن حراكهم الناضج .. ستظل البلاد باقية في هذا عمق النفق المظلم .
ويمكننا تحليل الأمر على النحو التالي بكل تجرد ، قبِل من قبِل وأبى من من أبى .. وأخوض في البداية إلى نهج الحرية والتغيير (المجلس المركزي) منذ إقرارهم للوثيقة الدستورية وفرضها على الجميع وتقنينها لموقف العسكريين بشراكة أصيلة في الفترة الانتقالية ثم نقضهم بعد ذلك باختلافهم مع نهج العسكر واختلافاتهم فيما بينهم ثم الانشقاقات التي تمت ، إلى الدخول إلى مرحلة اللاأت الثلاثة التي تم بها التشويش على فكر الشباب من ثم عادت تلك المجموعة للرضوخ الى الاتفاق الإطاري بانتهازية و ماكيافيلية عالية الجودة . ثم تأتي الحرية والتغيير (الكتلة الديمقراطية) الذين يمارسون الركض وراء السلطة بأي شكل كان في أي زمان ومكان كما شهدنا في رحلة (مصر) الاخيرة و بعض منهم يعمل على تجيير اتفاقية سلام جوبا لمصلحته الخاصة بالتخطيط لمستقبل لما بعد الفترة الانتقالية دون الاكتراث للوضع الكارثي للشعب والمواطنين خاصة في مواقع الأزمات التي كانت السبب في وجودهم في سدة السلطة في الراهن .
أما ثالثة الاثافي هي اشكالية ازمات أحزاب البيوت( آل الميرغني) وصراع الحزب الاتحادي الاصل مع فروعه من ناحية و( وال المهدي) واصرارهم على التعامل مع الشعب بالحالة الاقطاعية الموروثة غير مدركين ان نحن في عصر الميتافيرس والواقع الافتراضي والواقع الممتد والواقع المعزز ، الذي هو في صميم فكر الشباب الثوري الآن . أما الأحزاب الأيديولوجية الوافدة ومعظمها اشتراكية نهجها شمولي وتعتبر نواة لليسارية فحدث ولا حرج ، عن ضبابية إدراكهم لواقع أنهم مرفوضون من المجتمع الدولي ، واعني هنا بشكل مباشر دول الغرب التي تقدم العون للآخرين بأشكال مختلفة ، إن كانت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا والترويكا بشكل عام ، حزب البعث اشتراكي شمولي نواة لليسار و الحزب الشيوعي (يسار كامل الدسم) الحزب الناصري اشتراكي مثله كمثل البعث ومن شاكلتهم . ثم يأتي العسكر بكل مكوناتها من قوات الشعب المسلحة السودانية من جهة وقوات الدعم السريع من جهة وقوات الحركات المسلحة التي جميعها توجد داخل العاصمة انعكاس كل هذه الاوضاع بشكل مباشر هي أسباب الفشل الممتد وهي التي خلقت العزلة السودانية عن المجتمع الأفريقي والمجتمع الدولي ، ولا شك في ان أي توافق بين كل هذه المكونات العسكرية بدمجهم ضمن القوات المسلحة السودانية سيكون واحدة من أدوات الخروج من الأزمة . ولكن حتى الآن ينتابني استغراب هل لم يدرك القادة العسكريون مقررات الاتحاد الافريقي حول منذ تكوينه في العام 2002 عن رفضهم لأي انقلابات عسكرية ؟ الم يحن الوقت للقادة العسكريين للمثول الى الواقع الحقيقي للأمر ؟ خاصة وأن تصنيف حركة 25 اكتوبر بأنها انقلاب عسكري هذا من ناحية .
ومن ناحية أخرى لما لا ترتقي المكونات السياسية التي على سطح المشهد السياسي السوداني جميعها بلا استثناء الى مستوى المعرفة الحقيقية بالواقع الوطني المعزز ، وليس بالمعلومات السطحية التاريخية والتخلي عن الأنانية والميكافيلية وأن يتساموا جميعهم الى مستوى روح الشباب ووعيهم الناضج .
على الجميع الاعتراف بالفشل والبحث عن سبل النجاح وأن يترك بعض من هؤلاء تعليق هذا الفشل على شماعة الجيران والدول الشقيقة و الصديقة ودول الإقليم والمجتمع الدولي التي تحاول تقديم المشورة والمعاونة واتهامها بالتدخل في الشؤون الداخلية للسودان ..يجب عليهم جميعا ان يفيقوا من هذا السبات العميق وان ينهضوا بالوعي كما يفعل الثوار.