مكائد الأحزاب المغربية الجهنمية
أطلس توداي: عبد الله شوكا
لا تخلو السير الذاتية لمختلف الأحزاب المغربية، من مكائد جهنمية ينصبونها كفخ للإيقاع واستمالة الناخبين للتصويت عليهم، ولعل ملاك اليسار ينشط كثيرا خصوصا وقت الحملات الانتخابية كي يسجل مساوىء رؤساء أحزاب مداومين على استعمال مرهمات التجميل، ومحاولة القضاء على التجاعيد الظاهرة على الوجوه، وبالرغم من بلوغهم من العمر عتيا، فيعتبرون أباطرة الكذب والنصب على الناخبين بامتياز، ضاربين عرض الحائط مصيرهم في القبر وخطاب الجلال ” كل نفس ذائقة الموت”.
هي خطط وتاكتيكات كيدية تستعملها الأحزاب المغربية، تصب كلها في صالح المصلحة الشخصية على حساب المصلحة العامة للوطن والشعب.
ونحن جيل نهاية الخمسينات، نحفظ عن ظهر قلب السير الذاتية لمختلف الأحزاب المغربية.
في حقبة السبعينات كان حزب الاتحاد الاشتراكي يخلق الحدث بتمثيله معارضة شرسة للنظام، وكان المغاربة يتابعون التدخلات المثيرة والشهيرة، للمعارض الاشتراكي فتح الله ولعلو في البرلمان، كان فتح الله يرغد ويزبد و”يكشكش” في وجه الحكومة آنذاك في قبة البرلمان، معارضا قراراتها التي كانت لاتصب في صالح الشعب المغربي كما كان يظن هو، وكان لا يكتفي بالتدخلات النارية، بل كان يخبط بيديه الطاولة ويتوعد ويهدد وزراء الحكومة.
وظن المغاربة آنذاك أن فتح الله اولعلو بإمكانه تغيير المغرب لو تحمل حقيبة وزارية، وربما يصبح المغرب جنة فيحاء في مكانة المدينة الفاضلة التي تخيلها الفيلسوف أفلاطون.
لكن المغاربة خانهم ظنهم عندما تولى فتح اولعلو منصب وزير المالية والاقتصاد في حكومة اليوسفي الاشتراكية، وما كان من فتح الله اولعلو عندما أصبح وزيرا للاقتصاد، إلا إقامة حفل زواج باذخ لابنته على متن باخرة في أعالي البحار بعيدا عن أعين الشعب، كما تم فرض أداء الضريبة حتى على منادل المقاهي.
ذهب زمن السبعينات وذهبت معه تدخلات المعارض الاشتراكي فتح الله أولعلو في البرلمان، وأصبحت تلك التدخلات، في خانة الحكايات التي تقصها الجدات للأطفال كي يناموا.
وبعد سنوات سطع حزب العدالة والتنمية، وظهر في الساحة السياسية للمغرب كحزب متخفي خلف ستار الاسلام والتقية، ولما حل وقت الحملات الانتخابية، أصبح الأمين العام للحزب ابن كيران مثل الرحالة ابن بطوطة يتنقل بين المدن والأقاليم وهو يوزع الوعود المعسولة، وبدهائه نجح في استمالة العائلات الفقيرة والأرامل على الخصوص، حيث وعدهم بتحسين أوضاعهم وخلق رواتب شهرية لهم، وحلم المغاربة كونهم سيصبحون يحصلون على رواتب “الشوماج” كما هو معمول به في دول الغرب الغير مسلمة، وانساق الفقراء والأرامل وراء كلمات الحملات الانتخابية وهم الأغلبية الساحقة التي أدلت بأصواتها لصالح حزب العدالة والتنمية خلال انتخابات 2011.
لكن بمجرد ما نجح الحزب في انتخابات سنة 2011 وتولى مسؤولية تسيير الشأن الحكومي، حتى شرع حزب ابن كيران يسبح ضد التيار وضد الشعب، ولعل أخطر قرار اتخذه ابن كيران هو رفع يد الحكومة عن صندوق المقاصة، ومن تم بدأت الأسعار تلهب جيوب المواطنين، وخصوصا أسعار الطاقة حيث كانت زيادة درهمين في ثمن الوقود.
وكتقييم لعمل الحكومة الاسلامية استسلم المغاربة لإلقاء نظرات وتذكر شرائط ابن كيران عندما كان يقوم بحملاته الانتخابية بقوة، ويقومون بمقارنة شرائطه أيام الحملات الانتخالية وشرائطه بعد أن وصل الى الحكومة، حيث انتقل الى مجال الخطاب الفكاهي بامتياز وإضحاك النواب في كل تدخلاته في قبة البرلمان، وحتى تخيلنا أن ضحكاته ربما وصلت الى آذان المارة في الشوارع القريبة من قبة البرلمان.
واذا تحدثنا عن مكائد حزب ابن كيران، فكل وزراء الحزب قدموا تبريرات كونهم لايتوفرون على سكن لهم، بل كلهم مساكين يسكنون في شقق مع زوجاتهم، حدث ذلك عندما فكرت الحكومة في التصريح بالممتلكات .
أما التبريرات التي قدمها ابن كيران من خلال سياسته التي وعد بها بمحاربة الفساد، فأكد أنه وجد تماسيح وعفاريت يعرقلون مشروعه هذا، ومن تم خرجت الى الوجود جملته ” عفا الله عما سلف”.
وبدخول وزراء حزب العدالة والتنمية الى الحكومة، تأكد للمغاربة التغيير الذي طرأ على هندامهم وسحناتهم بظهور أثر النعمة على وجوههم.
وكان الأجدر من البرنامج التلفزيوني ” كي كنتي وكي وليتي” أن تخصص حلقاته لوزراء العديد من الأحزاب للوقوف على الفوارق.
هي مكائد جهنمية تسعملها مختلف الأحزاب المغربية للإيقاع بالمغاربة وكسب عطفهم للتصويت عليهم وقت الانتخابات والوصول الى الحكومة، وبالتالي الانتقال بأسرهم للسكن في حي من أحياء الوزراء الراقية في العاصمة الرباط.
أما الشعب فليشرب البحر، وهو الذي دائما تنطلي عليه الحيلة دون الاستفادة من الدروس الماضية.
ولكل هذه المكائد والخدع التي تستعملها مختلف الاحزاب المغربية، فما على المرء إلا ترديد ” لا حيلة مع الله”، وغدا عند ربكم تختصمون، وطبعا لا ينبغي استثناء الحكومة الحالية المشكلة من ثلاثة أحزاب هي التجمع الوطني للأحرار والاستقلال والأصالة المعاصرة، فينطبق عليها ماسلف.