اليويفا تسيء لكأس العالم وتعاقب قطر والفيفا
الدوحة : اطلس توداي مراسلة خاصة
حسن مبارك سبايس
هناك إجماع تام من كل المتخصصين والمتتبعين وحتى من الجماهير العاشقة لكرة القدم، أن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم -يويفا- اتحاد قاري أناني وجشع لا يفكر إلا في نفسه وفي المكاسب المالية ،ولا تهمه مصلحة كرة القدم العالمية ،ولا مصلحة اللاعبين، ولا المنتخبات العالمية.
سياق هذا الكلام – الاتهام يستمد من الحالة النفسية المزرية التي يعيشها معظم، إن لم نقل جل اللاعبين الدوليين في الدوريات الأوروبية ممن تأهلت منتخبات بلدانهم ،إلى نهائيات كاس العالم لكرة القدم فيفا قطر 2022، حيث أن عناد اليويفا وإصرارها على أن تلعب المباريات بشكل مكثف بين غشت ونونبر، وبرزنامة أقل ما يقال عنها، أنها فوق طاقة البشر واللاعبين، والنتيجية أن ذلك الإصرار العنيد على استمرار الدوريات الأوروبية في عدد من الدول إلى غاية خمسة ايام قبل انطلاقة مناسبة بحجم كأس العالم، فيه استغلال بشع واستنزاف لطاقة اللاعبين، والمصيبة والطامة الكبرى أن عددا من النجوم، تتهاوى جراء الإصابات المتفاوتة الخطورة، والتي قد يقضي بعضها على حلم عدد من اللاعبين النجوم في المشاركة في كأس العالم الذي هو حلم طفولة وحياة كل لاعب كرة قدم.
فكل يوم تطالعنا أخبار بإصابة هذا النجم أو ذاك على بعد أيام قليلة جدا من ضربة البداية، مما جعل الكثيرين منهم يلعبون بحذر شديد ولربما فضلوا عدم الظهور بمستويات جيدة في التدريبات، حتى لا يكونوا ضمن التشكيل الرئيسي لأنديتهم مخافة التعرض للإصابة، والغياب عن المشاركة، في أهم تظاهرة كروية على الإطلاق.
بالأمس، وفي الوقت الذي وصلت فيه الدفعة الأولى من بعثة المنتخب المغربي إلى العاصمة القطرة الدوحة، تلقت جماهيرنا المغربية وتابع بعضها على المباشر إصابة نجم خط الوسط المهاجم لنادي مارسيليا الفرنسي الدولي المغربي أمين حاريت الذي تعرض لإصابة خطيرة تعصف بحلم مشاركته في بطولة كاس العالم التي ستنطلق بعد أقل من أسبوع .
حاريت، الذي قدم شوطا جيدا، أصيب في مطلع الشوط الثاني وبالضبط في الدقيقة 58 على إثر تعرضه لضربة على مستوى الركبة من مدافع الفريق المنافس خلال هجمة قادها على مرمى موناكو، سمع صراخه عبر أرجاء الملعب وشاشات النقل المباشر، وهو ما قد يشكل صدمة وضربة قوية للاعب وللمنتخب وللجماهير المغربية وخاصة المدرب الذي ربما سيفقد واحدا من أبرز لاعبيه على مستوى خط الوسط الهجومي وأحد امهر اللاعبين الذي يعطي الحلول الفردية في حال استعصاء المرور باللعب الجماعي.
اليوم حاريت، وبالأمس ساديو ماني، نجم المنتخب السنغالي، وقبلهما ألفونسو ديفيس ظهير يسار المنتخب الكندي، وبالأمس كذلك حارس منتخب بولندا بارتوميي دراجوفسكي يتعرض لإصابة خطيرة، على مستوى الكاحل قد تغيبه عن المونديال والحصيلة مرشحة للارتفاع حتى في الحصص التدريبية وبعض المباريات في المونديال، بسبب الإرهاق والاستنزاف الكبير الذي سببه جشع اليويفا والدوريات الأوروبية الكبيرة للاعبين الدوليين المشاركين في كأس العالم !
بعيدا عن نظرية المؤامرة والاتهامات المجانية، فقد بات واضحا أن اليويفا بصدد لعبة لي الذراع مع الفيفا ،ولمونديال قطر والسعي وراء إفشاله بغياب النجوم بعدما فشلت كل المساعي لضرب مصداقية إسناد البطولة إلى بلد عربي شرق اوسطي، وخصوصا مبدأ إصرار الاتحاد الدولي والدولة المضيفة، على إقامة المونديال شتاء وهو ما عارضه الاتحاد الأوروبي علانية منذ البداية، وهو اليوم بهذا التصرف يسعى إلى تأكيد وجهة نظره بطرق ملتوية، قوامها إرهاق اللاعبين وتعرضهم للإصابات التي تحرمهم من المشاركة، مما يؤثر سلبا على مستوى المنافسة ،وعلى المستوى الفني للبطولة ككل.
ما نتمناه كمغاربة وعرب ومسلمين بعد كل هذه المكائد والمؤمرات والهجومات الممنهجة، على مونديال العرب في قطر الشقيقة، هو أن تخرج البطولة ،في ابهى صورها وأن تسد الأفواه ،وتخرسها إلى الأبد من خلال تنظيم رائع، واحتفاليات ممتعة لا أشك شخصيا في مدى تحقيقها، كما نتمنى الشفاء العاجل للاعبنا المميز أمين حاريت الذي سيغيب عن هذه النسخة الاستثنائية من بطولة كأس العالم بنكهة عربية خالصة.