رياضة

حب الأوطان من الإيمان و الشعب يستحق حكومة أفضل وعيشا كريما

أطلس توداي : نورالدين عقاني

كالعادة،بعد عودتي من عملي مساء في كل يوم ،أتابع أخبار المنتخب المغربي في القنوات الرياضية، و أستعين في نفس الوقت بما تعج به مواقع التواصل الاجتماعي من مظاهر التمجيد لأبطالنا و أشكال الفخر بنجومنا الذين حققوا الإعجاز في مواجهة القوى الكروية العالمية في مونديال العجائب بقطر. لا أستطيع وصف ما تفيض به جوارحي و أنا أعيد لقطات و مشاهد متنوعة لأشقائنا العرب تعبر عن الولاء و الانتماء و الإعتراف لهذا الوطن المعطاء..

لا أستطيع وصف نفسي و أنا أذرف الدموع بغزارة، و أنا أتصفح كل أنواع الفرح الهيستيري لشعبنا في كل بقاع العالم.. لن أصف لكم السرور الغامر الذي ينتابني، و أنا أشاهد رجلا للأمن يقبل بحرارة رايتنا الوطنية و يرفعها خفاقة في الأعالي، و أنا أنظر لرجل بسيط يسجد على الأرض، داعيا المولى عز وجل أن يحفظ هذا البلد الآمن، و أنا أرى عجوزا على فراش المرض تدعو بالخير و اليمن لأبطالنا، و انا أتمتع بأطفالنا الصغار و هم يبكون بصدق، بعد الهزيمة ضد فرنسا.

نعم إنها دموع الفرح بالنصر المؤزر و دموع الفخر بالانتماء لهذا البلد الطاهر، و دموع الاعتزاز بالمملكة الشريفة. مملكة على رأسها ملك طيب، سليل عائلة عريقة، يحب من يفرحه و من يعلي راية الأحرار و الأنوار، ومن يأتيه بالمجد والعز…ملك كريم و مضياف، ملك بشوش متواضع يعتبر شعبه مثل حاشيته، منهم و إليهم .

باستقبال الملك لأبطالنا رفقة أمهاتهم أعطى جلالة الملك محمد السادس درسا لكل العالم بأن المغرب عائلة واحدة، فلا فرق بين بسيط ومميز إلا بالبذل و العطاء، و لا تمييز بين الملك و أسرته و بين رعاياه الأوفياء، فالجميع مجند لخدمة هذا الوطن العزيز .

استقبال العاهل المغربي الباهر لأسود الأطلس والعطف المولوي و الكرم الحاتمي الذي أغذق به عليهم وازاه استقبال جماهيري منقطع النظير. أجل لقد عبرت الجماهير الحاضرة و التي حجت عن بكرة أبيها من مختلف أرجاء المملكة الحرة عن حبها اللامشروط لأبطال الملحمة الخالدة كما عبرت عن تمسكها التلقائي بأهذاب العرش العلوي المجيد. المغرب، بلد الشجعان و موطن الشرفاء الأحرار و منجب الأبيين البواسل، يظهرون في الشدائد و يبهرون في الكروب و الحروب. اختبر الشعب المغربي في جائحة كورونا فخرج سالما معافى و امتحن في مأزق الطفل ريان فظهر مبادرا متطوعا و جرب في مونديال قطر فخرج مساندا منتصرا. الشعب الطيب العظيم، المحب لملكه و وطنه يستحق حكومة أفضل تعامله بكرامة و تسهر على تحقيق أمنه الإجتماعي و الاقتصادي، يستحق عيشا كريما أحسن و يستحق تعويضا كبيرا عن معاناته اليومية التي فاق أمدها الستين سنة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى