لماذا لا نملك ثقافة الاعتراف بالهزيمة و لا نقبل النقد ممن سبقونا بالإيمان ؟
أطلس توداي: واشنطن- محمد الجامعي-
قبول النقد و الاعتراف بالهزيمة أو الخسارة، يُمثّل حالة متقدمة من البنية الفكرية والنفسية لدى المجتمعات والشعوب المتحضرة التي أدركت وأيقنت أن أفضل طريقة للتعامل مع الهزيمة أو الخسارة، هو الاعتراف والإقرار بها و تقبل النقد امرا طبيعياً واعتيادياً، بل يكون ضرورياً وصحياً في كثير من الأحيان.
إن ثقافة تقبل النقد على الهزيمة والاعتراف به ، من الثقافات والملكات الفردية والجماعية، ولكنها تحتاج إلى عقول وقلوب تعي جيداً ضرورة وقيمة الاعتراف بالفشل، وعدم إلقاء اللوم والعتب على الخصوم والمنافسين أو التذرع بالمؤامرة والتقصّد، تلك هي الطريقة المثلى لإدارة الحياة بفن وشفافية، ومعالجة الأخطاء والقصور بمحاسبة دقيقة للنفس وممارسة النقد الذاتي بتجرّد.
الخسائر والهزائم في حياتنا، أمر لابد منه في حياتنا، فهي أشبه بالأمواج العاتية أو الأعاصير الشديدة، والتي تتطلب منا الثبات والصمود، لا أن نندب أنفسنا أو نتهم الآخر. العودة للبر بعد عاصفة هوجاء في عرض البحر، ثقافة لا يمتلكها إلا الأقوياء المؤمنون بقدراتهم وإمكاناتهم، لا أولئك المحبطون الغارقون في ترحيل المشاكل والتحديات للآخرين.
إن ثقافة الاعتراف بالهزيمة، قد تكون أقوى من ثقافة الانتصار، لأنها التجربة المريرة التي تؤمن بضرورة العودة والتدارك لجادة الفوز والنجاح، ولأنها ذاقت مرارة الفشل والخيبة، ولأنها بكل بساطة لا تُريد أن تسقط مرة أخرى في فخ الهزيمة.