طاليس الأطلس يشوه اسم طاليس اليونان ويهين نساء وأمهات المغاربة
أطلس توداي: نورالدين عقاني
في مجال العلم و المعرفة، عرفنا اسم طاليس في مادة الرياضيات في أقسام سلك الإعدادي، و بالضبط بمبرهنة طاليس التي كنا نستعين بها في حل المسائل الرياضية.
طاليس هذا هو أحد حكماء الاغريق السبعة، هو عالم و مفكر يوناني تخصص في علوم الرياضيات و الفلك و الفلسفة، كان يعصر مادته الرمادية نهارا و ليلا ،يبحث، يلاحظ،يجرب، يستنتج و يضع القواعد… فعل كل هذا ليترك لنا أثرا خالدا استمر لخمس و عشرين قرنا.
طاليس الإغريق، استعار اسمه الخالد عنصر مقيت من أحضاننا، اسم نكرة يمثل فقط أبناء جيله، سلالة الانزلاق الاخلاقي الحديث، من ذرية لقطاء العصر الممسوخ.
طاليس الأطلس طلسها مرة أخرى ، و برهن مؤخرا على افتقاده لكل مقومات الفكاهة الهادفة و كل أدبيات و أخلاقيات مهنة إضحاك الناس، بل أنه أكد بالملموس بأن ليس لديه ما يقدمه أصلا في هذا التخصص الصعب.
طاليس الذي “قطر” به سقف السخافة في زمن الميوعة و الابتذال و الابتزاز و في وقت الانتهازية و التملق و التسلق، كرم الفتاة المغربية الحرة، التي أبانت على علو كعبها في المونديال القطري، على طريقته هو،التي تنبني على ثقافة الحواري و المقاهي و “الكباريهات”، والتي ترتكز على معجم فئة “الشماكرية”، خريجي مدارس الشارع.
نعم فقد قدم وصلة عفنة أمام كبار المسؤولين و الفاعلين الكرويين في حفل تكريمهم من طرف الشحات. وصلة فكاهية، تفكه بها و تنذر فيها على المرأة المغربية الشريفة ،التي ولدت الأبطال و التي شجعت و هتفت و زغردت و ذرفت الدموع فرحا أو حزنا. استهزاء من التي خرجت للشارع استقبالا لموكب المنتخب المغربي منذ الساعات الأولى من الصباح، و التي تفوقت على أخيها الرجل هذه المرة بجدارة في كيفية مساندة و نصرة النخبة الوطنية داخل الوطن و خارجه.
طاليس وظف كلمات العناق و التقبيل و الحمل كإيحاءات جنسية واضحة فاضحة بدون رموز، لم يستحي من تواجد من كرمهم الملك في قصره، لم يستحي من الجمهور و من النظارة، لم يدر أننا بأولادنا و وسط أسرتنا و بين أحبابنا و أصهارنا.
أقول لهذا التافه و من والاه، كفوا عن سكب المزيد من زيت الميوعة و السفالة على نار التفسخ الأخلاقي التي استشرت في المجتمع المغربي خصوصا منذ مطلع الألفية الثالثة، كفوا عن دس سمومكم تحت غطاء الفن و الثقافة. كفوا عن نشر معاني الرذيلة و الفسق و الفجور التي تميز وسطكم الذي نشأتم فيه.
أي فن هذا الذي لا يرقى فيه الفنان بنفسه أولا؟
أي فن هذا الذي لا يضيف شيئا لحياة المتلقي في يومه؟
أي فن هذا الذي يتناول فقط أعراض الناس دون تقديم وصفات للعلاج؟
ما هذه الفكاهة التي تقدم من طرفكم و التي لا تعالج مواضيع الساعة المتنوعة؟
ألا يوجد في قاموسكم الهزلي غير بناء فكاهة مجانية على الفقير و الشلح و العروبي؟
“الحيط “القصير.
لماذا لا تلامسوا الواقع المرير المتمثل في ارتفاع نار الأسعار و جشع الكبار الذين غطسوا في وحل العار ؟
لماذا لا تتناولون الملفات الكبرى، حديث الساعة؟
لماذا لا تسلطوا الضوء على قضية اختبار المحاماة الأخير؟
لماذا يا طاليس لم تذكر فوزي لقجع بقضية تذاكر المونديال؟
الفكاهة يا طاليس الزمن الردئ هي أصعب تخصص في الميدان الفني بشهادة الرواد و النقاد و هي و إن حادت عن جادة الصواب فتبقى ل “الفرفشة” و الأنس و الترفيه و ليست للإزدراء و الاستهزاء.
طاليس لم تكن شيئا و لن تكون.
رحم الله عبد الرؤوف ، قشبال و زروال ، قرزز و محراش ، التيقار و الكريمي…الذين على رغم بساطتهم و محدودية تعليمهم و تكوينهم ،فقد أضحكوا عامة الناس و خاصتهم، صغارا و كبارا، نساء و رجالا، دون استعمال أية كلمة خارج السطر.
الخزي و العار لك و لأمثالك و المجد و الرحمة لهم.